"منتورو" هي قرية تقع في أقصى شرق محافظة قرطبة، على ارتفاع 195 م. فوق مستوى البحر فوق هضبة يحيط بها الوادي الكبير. يصل عدد سكانها إلى 9.500 نسمة

 

foto-17.jpg

منظر منتورو

 

ينطلق تاريخ قرية "منتورو" من العصر الحجري الأخير عند الانتقال إلى عصر المعادن كما تشهد على ذلك الفؤوس التي عثر عليها في "إل ثريو ديل مورو" أو في "بالوماريخو"، إلا أنه يمكن اعتبار أن أول موقع للقرية كان في "توردولوس دي لا فكتوريا"، ثم إن العثور على رسوم يصل مجموع المتشابهة منها إلى 80 وهيروغليفيات شبيهة بالتي عثر عليه في جانب نهر "إيسون" في سيبريا الغربية والصين الجنوبية، ولعل هذا يوحي بتواجد شعوب من أصل أسيوي في هذه المنطقة.

وكان المؤرخون الفينيقيون والإغريق "بليني" و "طولوميو" والرحالة "أنطونيو" يسمون "أيبورا" (Aipora  و   Ypora  و Aypora)  التي معناها في الأصل اليوناني الشرفة ذات السماء العلية أو قرية تقع فوق تل.

بعد ذلك بكثير ، في العهد الروماني، سميت ب"إيبورا" (Epora) أو "الجمهورية الإبورية" بصفتها إحدى المدن الثلاثة المستقلة المتعاهدة مع روما والتي كانت تضرب نقودها..

  وسكنها العرب لمدة خمسة قرون وكانت عندئذ تحمل اسم "بيانة". واسترجعها بصفة نهائية فيرناندو الثالث سنة 1240. وفي سنة 1628 أنشأت منطقة "دوكادو دي مونطورو" التي سلمت للكونت-دوق دي اوليفاريس.

 

يحكى أن الملك فليبي الرابع أوقف موكبه في المكان المعروف اليوم ب"ريهاليخو" ليستمتع بجمال هذه المدينة المحاطة والمسقية بالوادي الكبير والذي يعلوه جسر "لاس دونثياس" أو " ضوناداس" (الواهبات) لأن نساء المدينة وهبن حليهن لبناء الجسر.

ونجهل أصل اسم القرية  ("مونتورو") ولعله مركب من كلمتن: الجبل ("مونطي") والثور ("طورو")، فشعار القرية يوحي بذلك على كل حال  

تمثل قرية "مونتورو" الموجهة نحو الشمال، مدخل سلسلة جبال "سييرا مورينا". يعتمد اقتصادها أساساً على الفلاحة عامة وزراعة شجر الزيتون خاصة.وتعتبر من أهم منطقة الأندلس فيما يتعلق بإنتاج زيت الزيتون اعتبارا للمساحة التي يغطيها شجر الزيتون والتي تصل إلى 22.558 هكتار (2% من مساحة الأندلس) يوجد 75 % منها في منطقة جبلية.foto-18.jpg

وبفضل وجود 7 معامل زيت الزيتون داخل محيط بلديتها وحركة صناعية مهمة وتكنولوجية مساعدة لدعم كل صناعات تحويل الزيتون تمكنت هذه القربة من احتضان كل سنتين، المعرض الشهير " معرض شجر الزيتون".